الجمعة، يناير 13

الحمض النووي يكشف نسب عرب المعقل


قال العلامة عبد الرحمن بن محمد بن محمد ابن خلدون ( 732 هـ - 808 هـ ) في تاريخه : "  وكانت رياسة الاسلام في كلب لبنى بحدل هؤلاء ومن عقبهم بنو منقذ ملوك شيزر ومن بنى زهير بن جناب حنظلة بن صفوان بن توبل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن هرير بن أبى جابر بن زهير ولى افريقية لهشام ومن عليم بن جناب بنو معقل وربما يقال ان عرب المعقل الذين بالمغرب الاقصى لهذا العهد وفي زمانه ينتسبون فيهم "
و قال كذلك : " ثم صار الامر لهذا العهد إلى الاعاجم شأن النواحى كلها بالمشرق ثم من بطون الحرث بن كعب بنو معقل وهو ربيعة بن الحرث بن كعب وقد يقال ان المعقل الذين هم بالمغرب الاقصى لهذا العهد انما هم من هذا البطن وليسوا من معقل بن كعب القضاعيين ويؤيد هذا أن هؤلاء المعقل جميعا ينتسبون إلى ربيعة وربيعة اسم معقل هذا كما رأيت والله تعالى أعلم "
وقال كذلك : " وكان دخولهم إلى المغرب مع الهلاليين في عدد قليل يقال انهم لم يبلغوا المائتين واعترضهم بنو سليم فأعجزوهم وتحيزوا إلى الهلاليين منذ عهد قديم ونزلوا بآخر مواطنهم مما يلى ملوية ورمال تافيلالت وجاوروا زناتة في القفار والقريبة فعفوا وكثروا وأسروا في صحارى المغرب الاقصى فعمروا رماله وتغلبوا في فيافيه وكانوا هناك احلا فالزناتة أيامهم وبقى منهم بافريقية جمع قليل اندرجوا في جملة بنى كعب بن سليم وداخلوهم حتى كانوا وزراء لهم في الاستخدام للسلطان واستئلاف العرب فلما ملكت زناتة بلاد المغرب ودخلوا إلى الامصار والمدن قام هؤلاء المعقل في القفار وتفردوا في البيداء فنموا نموا لا كفاء له وملكوا قصور الصحراء التى اختطها زناتة بالقفر مثل قصور السوس غربا ثم توات ثم جودة ثم تامنطيت ثم واركلان ثم تاسبيبت ثم تبكورارين شرقا وكل واحد من هذه وطن منفرد يشتمل على قصور عديدة ذات نخيل وانهار وأكثر سكانها من زناتة وبينهم فتن وحروب على رياستها فجاز عرب المعقل هؤلاء الاوطان في مجالاتهم ووضعوا عليها الاتاوات والضرائب وصارت لهم جباية يعتدون فيها ملكا وكانوا من تلك السالفة يعطون الصدقات لملوك زناتة ويأخذونهم بالدماء والصوائل ويسمونها جمل الرحيل وكان لهم الخيار في تعيينها ولم يكن هؤلاء العرب يستحمون من أطراف المغرب وحلوله حمى ولا يعرضون لسابلة سلجماسة ولا غيرها من بلاد السودان باذية ولا مكروه لما كان بالمغرب من اعتزاز الدين وسد الثغور وكثرة الحامية أيام الموحدين وزناتة بعدهم وكان لهم بازاء ذلك أقطاع من الدول يمدون إلى أخذه إليه السفلى وفيهم من مسلم سعيد بن رياح والعمور من الاثبج وعددهم كما قلنا قليل وانما كثروا بمن اجتمع إليهم من القبائل من غير نسبهم فان فيهم من فزارة ومن أشجع أحياء كبيرة وفيهم الشظة من كرفة والمهاية من عياض والشعراء من حصين والصباح من الاخضر ومن بنى سليم وغيرهم (وأما انسابهم عند الجمهور) فخفية ومجهولة وسلافة العرب من هلال يعدونهم من بطون هلال وهو غير صحيح وهم يزعمون أن نسبهم في أهل البيت إلى جعفر بن أبى طالب وليس ذلك أيضا بصحيح لان الطالبيين والهاشميين لم يكونوا أهل بادية ونجعة والصحيح والله أعلم من أمرهم انهم من عرب اليمن فان فيهم بطنين يسمى كل واحد منهما بالمعقل ذكرهما ابن الكلبى وغيره فأحدهما من قضاعة بن مالك بن حمير وهو معقل بن كعب بن غليم بن خباب بن بن عبد الله بن كناتة بن بكر ابن عوف بن عذرة بن زيد بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كعب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان ابن عمران بن الحاف بن قضاعة والاخر من بنى الحرث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج واسمه مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زير بن كهلان وهو معقل واسمه ربيعة بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحرث والانسب أن يكونوا من هذا البطن الآخر الذى من مذحج كان اسمه ربيعة وقد عده الاخباريون في بطون هلال الداخلين إلى افريقية لان مواطن بنى الحرث بن كعب قريب من البحرين حيث كان هؤلاء العرب مع العراقة قبل دخولهم إلى افريقية ويؤيده ان ابن سعيد لما ذكر مذحج وأنهم بجهات الجبال من اليمن وذكر من بطونهم زبيد ومراد ثم قال وبافريقية منهم فرقة وبرية ترتحل وتنزل وهؤلاء الذين ذكر انما هو المعقل الذين هم بافريقية وهم فرقة من هؤلاء الذين بالمغرب الاقصى (ومن املاء نسابتهم) أن معقل جدهم له من الولد سحير ومحمد فولد سحير عبيد الله وثعلب فمن عبيد الله ذوى عبيد الله البطن الكبير منهم ومن ثعلب الثعالبة الذين كانوا ببسيط متيجة من نواحى الجزائر وولد محمد مختار ومنصور وجلال وسالم وعثمان فولد مختار بن محمد حسان وشبانة فمن حسان ذوى حسان البطن المذكور أهل السوس الاقصى ومن شبانة الشبانات جيرانهم هنا لك ومن جلال وسالم وعثمان الرقيطات بادية لذوى حسان ينتجعون معهم وولد منصور بن محمد حسين وأبو الحسين وعمران وشب يقال لهم جميعا ذوى منصور وهو أحد بطونهم الثلاثة المذكورة والله سبحانه وتعالى اعلم بغيبه وأحكم حسان ب - ن مختار ب - ن محمد ب - بن معقل شبانة روح محمد بن عثمان على جلال ثعلب بن سجير عبيد الله حسين ب - ن منصور مبنا أبو الخير عمران سالم وهم بطنان الهراج والخراج فالخراج من ولد فراج بن مطرف بن عبيد الله ورياستهم في أولاد عبد الملك وفرج بن على بن أبى الريش بن نهار بن عثمان بن خراج لاولاد عيسى بن عبد الملك ويعقوب بن عبد الملك ويغمور بن عبد الملك وكان يعقوب بن يغمور شيخهم لعهد السلطان أبى الحسن ولما تغلب على تلمسان استخدم له عبيد الله هؤلاء وكان يحيى بن العز من رجالة بنى يرناس أهل الجبل المطل على وجدة وكان له قدم في خدمة الدول فاتصل بالسلطان أبى الحسن ورغبه في ملك قصور هذه الصحراء فبعثه مع هؤلاء العرب في عسكر ودخل معهم إلى الصحراء وملك تلك القصور واستولى عليها وأسف عبيد الله بانتزاع أملاكهم وسوء المعاملة لهم فوثبوا به وقتلوه في خبائه وانتهبوا عسكر السلطان الذين معه ونقضوا الطاعة وفر يعقوب بن يغمور فلم يزل شريدا بالصحراء سائر أيامه ورجع بعد ذلك ثم عادت دولة بنى عبد الواد فصدوا في ولايتها فلم يزل على ذلك وخلفه ابنه طلحة وكان أيام خلاف يعقوب وانتقاضه رأس على الخراج من أهل بيته منصور بن يعقوب بن عبد الملك وابنه رحوا من بعده وجاء أبو حمراء فكان له في خدمته ومخالطته قدم فقدمه شيخا عليهم فرياستهم لهذا العهد منقسمة بين رحو بن منصور بن يعقوب بن عبد الملك وبين طلحة بن يعقوب المذكور آنفا وربما نازعه ولهم بطون كثيرة فمنهم الجعاونة من جعوان بن خراج والغسل من غاسل بن خراج والمطارفة من مطرف بن خراح والمهايا من عثمان بن خراج وفيهم رياستهم كما قلناه ومعه الناجعة يسمون بالمهايا ينسبون تارة إلى المهايا بن عياض وقدمنا ذكرهم وتارة انى مهايا بن مطرف وأما الهراج فمن ولد الهراج بن مهدى بن محمد بن عبيد الله ومواطنهم في ناحية المغرب "
نلخص فيما سبق أن نسب عرب المعقل اختلف فيه في أقوال أهمها :
1-انهم من بني هلال و هذا قول نسابة بني هلال فهم يعدونهم منهم .
2- أنهم من بني مذحج القحطانيين وهو قول العلامة ابن خلدون .
3-أن عوامهم يزعمون انهم من بني جعفر الطيار و هذا يحتاج على دليل وهو منعدم تماما .
4-أن أنسابهم عند جمهور علماء النسب في عصورهم خفية و مجهولة
ذكر كذلم أن من ببين بطونهم بطنان :
1-بني الهراج .
2-بني الخراج .
إذا قرأنا جيدا كلام العلامة ابن خلدون وهو البصير بالقوم نجد أن كلامه في غاية القوة للأدلة الآتية :
1-في عهد بني مرين كان لبني هاشم مزيد من التوقير و  الاحترام و التبجيل و قد عرف الأشراف الحسنيين و الحسينيين من أدارسة و سليمانيين و باقي الحسنيين بل حتى بعض العباسيين أحفاد قاضي قرطبة العباسي عرفوا هذه الامتيازات من قبل ملوك بني مرين و لم يحصل هذا لعرب المعقل لماذا : لأنه و بببساطة لم يكن عرب المعقل عند بني مرين و علماء عصرهم من بني هاشم .
2-أن ابن خلدون عاصر القوم و معروف عنه دفاعه المستميت عن الأشراف الأدارسة في المغرب و أيضا الأشراف القتادات في المشرق فكيف ينكر شرف عرب المعقل إلى بني هاشم .
3-أن النسابة الذين سبقوا ابن خلدون لم يثبت عنهم أنهم أدخلوا عرب المعقل في بني هاشم أو نسبوهم لهم .
4-أن عرب بني هلال و هم الغيورين على أنسابهم من الدخلاء أدخلوا عرب المعقل فيهم .
5-أن علماء هذا البيت المعقلي اختلفوا في أقوال عديدة في أنسابهم :
أ‌-    غالب العلماء قبل القرن 9 يقولون بانتسابهم للمقداد بن الاسود الذي لم يكن له عقب .
ب‌-                      بعد القرن 9 اختلفوا في قولين : قول بقي على انتسابه للمقداد و قول انتسبوا إلى أبي بكر الصديق .
ت‌-        ابتداء من سنة 1122 هـ ظهرت دعوى انتسابهم لجعفر الطيار من الشيخ الفقيه مصطفى العربي و كانت الأولى ثم بعده في سنة 1310 هـ قال بهذا القول الشيخ الناصري صاحب كتاب الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى .
في هذه الأمواج العاتية لهذه الأقوال جاء علم الحمض النووي ووضع حدا لهذا الاختلاف و هذا بظهور 4 عينات لعرب المعقل الأولى : نتيجة عريبية من أولاد عريب M7098  و هي أقرب إلى العينتين الهمدانية و الكهلانية 193328 و 193338 و الأخرى حسانية تحمل رقم 171795 و هي أقرب إلى البربر و أما العينتان الصحيحتان الصريحتان فهم الباقيتن وهما للاولاد دليم وهم من صريح قبائل المعقل و هما تحت رقم 240458 و 241960 وهما ذات موروث يماني في بن الحارث بن كعب كما ذكر العلامة ابن خلدون .و جينيا هي نهدية الطابع قضاعية قرب شبابة النهدية و متحورة بنسبة 99 في المائة و قد تم التكتيم عنها لأنها لا تخدم أجندة من ينسبون عرب المعقل إلى الجعافرة الطيارين .

أولاد الفلاق المنتسبون إلى الشرف الإدريسي بسوماتة

قال الشيخ النسابة محمّد التهامي بن أحمد بن رحمون العَلَمي (كان حيّاً سنة 1130هـ(  : إن أولاد الفلاق بسوماتة انتسابهم للشرفاء العلميين كذب .
قلت و من باب العدل و الإنصاف و حتى لا نبخس الناس أشياءهم : فهناك من يتلقب بها اللقب و له نسب صحيح إلى الشرفاء العلميين الأدارسة و هم  دار الشريف عبد الله بن المنادي ببني زكار من رهونة و دار الشريف العربي بن أحمد بسويقة ابن صافي و غير هؤلاء لا يثبت نسبهم إلى أولاد الفلاق و الله أعلم .

ءال المجذوب الإدريسي الحسني

ءال المجذوب المنتسبون للشيخ الناسك المجذوب سيدي أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد المكناسي .
قال محمد بن الطيب القادري المتوفى سنة 1187 هـ رحمه الله في ترجمة عبد الرحمن هذا : و أصلهم من تامسنا و هي وطن زناتة في العهد الأول فقدم أحد أجداده إلى مكناسة فاستحيى أن ينتسب شريفا فانتسب زناتيا و عرف به و جرى عليه بعد ذلك النسبة الزناتية و أكثر المغاربة يقدحون في هذه النسبة حيث لم ينتسب إليها أسلافه بمكناسة و انتسب هو إليها بالمشرق . نشر المثاني من موسوعة أعلام المغرب 4/1734.
و قال محمد بن الحاج الافراني المتوفى سنة 1140 هـ  : و منهم الولي الصالح الناسك المجذوب السالك أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد المكناسي و كان قبل أن يرتحل للمشرق ينتسب إلى زناتة و لما استقر بالمشرق أظهر أنه شريف و أن أباه أوصاه به و قال و الله ما أظهرته حتى أمرني به النبي صلى الله عليه وسلم و الناس يستريبون من ذلك و الله أعلم .صفوة من انتشر ص 256.
فالحاصل أن عائلة المجذوب التي تنتسب للأدارسة عبر الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد المتوفى سنة 1085 هـ نسبها لا يصح حيث أن أول من ادعى هذه النسبة هو هذا الشيخ غفر الله له و لم ينتسب إليها أحد من أسلافه و الله أعلم .

النسابة مولاي إدريس الجوطي الإدريسي

التوقف في النسب العمري لأبي عبيد الشرقي

قال النسابة المؤرخ أحمد بن خالد الناصري :أَبُو عبد الله مُحَمَّد فتحا الشَّرْقِي ابْن الْوَلِيّ الصَّالح أبي الْقَاسِم الزعري الجابري ثمَّ الرثمي هَكَذَا نسبه صَاحب الْمرْآة وَغَيره وَرفع أَبُو عَليّ المعداني فِي كِتَابه الرَّوْض الفائح نسبه إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ثمَّ نقل عَن حفيده الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى أبي عبد الله مُحَمَّد الصَّالح بن الْمُعْطِي مَا نَصه إِن الشَّيْخ سَيِّدي مُحَمَّد الشَّرْقِي لم تُوجد هَذِه النِّسْبَة العمرية بِخَطِّهِ فِيمَا عثرنا عَلَيْهِ أما بَنو أَخِيه وَبَنوهُ وحفدته فقد وجدت بِخَط الثِّقَة مِنْهُم وتواتر نقلهَا عَنْهُم وكتبت فِي إجازاتهم وَكَذَا فِي تمليكاتهم . الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى .
قلت : الذي أراه و الله أعلم أن نسبة الشيخ لعمر بن الخطاب مردودة من وجوه :
أولها أنه لا يوجد دليل قاطع أن الشيخ ادعاها و لم توجد بخط يده .
ثانيا أن أول من ادعها هم بنوه و حفدته و هذا يشبه حالة الشيخ عبد القادر الجيلاني في ادعاء بنيه النسب الحسني و هو لم يدعيه و لم يوجد بخطه .
ثالثا أنهم رفعوا نسبهم إلى سمير بن يعقوب بن فاضل بن عمر بن موسى بن أحمد بن محمد بن مرداس بن هلال بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ( التعارجي 1/383 )
بينما لم يذكر أحد من المؤرخين و لا النسابة هاته النسبة العمرية في بلاد المغرب و إنما ذكر العلامة المؤرخ النسابة ابن حزم في ترجمة العمريين بالمغرب : إدريس بن عامر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وقال أن له بقية بفاس .
فالفرق واضح بين العمودين و به يتضح ضعف القول بأن الشيخ أبي عبيد الشرقي من نسب عمري و الله أعلم .
كتبه باختصار أخوكم الأستاذ حمزة الكتاني الإدريسي الحسني فاس .

آل الشيرازي الفيروزآبادي بمصر و الشام و السند .

قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الشيخ محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشيرازي الفيروزآبادي : كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه ثم ارتقى وادعى بعد أن ولي قضاء اليمن أنه من ذرية أبي بكر الصديق وكتب بخطه الصديقي. أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم للعلامة صديق بن حسن القنوجي.
قلت : هناك بعض من ذريته في باكستان و مصر و الأردن يدعون هذا النسب الصديقي .
و أول من ادعى هذا النسب العمري هو الشيخ محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشيرازي وكان قبل ذلك يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي المتوفى سنة 476 هـ و إذا رجعنا لمؤلفات هذا الشيخ و مؤلفات تلاميذه لم نجد هذا النسب  العمري ولو تلميحاو لكن كانو ينسبونه إلى فيروز آباد و يستحيل أن يكون الشيخ عمريا عدويا قريشيا و لا يذكر ذلك في جميع مؤلفاته أو يذكرها أحد من تلاميذه الذين بلغوا العشرات .   
و لهذا توقفنا في نسبة هاته الأسر إلى الخليفة عمر بن الخطاب حتى يثبت العكس بالأدلة و الحجج الموثقة و الله أعلم .
النسابة : ن.ن. الطائي العراق

الخميس، يناير 12

بيت بني الملجوم المنسوبين للأشراف الأدارسة

السادة المبجلين أنزل الوهاب عليكم رحمته.
نريد أن نفتح لكم اليوم باب الكلام على أسرة ذيع أنها من جرثومة الأدارسة الشرفاء , و قد حققنا نسبها فوجدناها تنتمي إلى قبيلة الأزد القحطانية بعد أن اطلعنا على مخطوطات حسمت الخلاف القائم في نسبها .
ففي سنة 2002 م التقيت بأحد الخلجيين بمدينة جدة السعودية , و كان اللقاء عند أخينا و ابن عمنا الشريف حمد بن ناصر البراهيم  الشريف الإدريسي نسبا , و قدمه إلي الشريف على أساس أنه من أصل مغربي إدريسي شريف ؛ فسألته عن نسبه فقال نحن من بني الملجوم الإدريسي و جدنا هاجر من فاس و استقر بالمدينة المنورة .
ثم بعد أسبوعين من اللقاء الأول إذا بي أفاجأ بصاحبنا الخليجي ذو الأصول المغربية  في أحد أسواق مدينة جدة , و ألح علي مرافقته إلى بيته و دعاني لكأس قهوة عربية و في خلال دردشتنا إذا به يخرج لي شجرة موثقة من رابطة أشراف أدارسة مغربية و فيها نسبه إلى سيدنا و مولانا و جدنا الأعظم إدريس بن عبد الله الكامل عليه السلام .
فتفحصتها و لم أكن حينها مضطلعا بالأنساب كيومنا هذا و لكن رغم هذا كانت لي دراية لا بأس بها بأولاد جدنا إدريس فأثار اسم مصعب بن عمر بن إدريس الثاني عجبي إذ لم أكن أعلم أن من بين أولاد عمر بن إدريس و لا من أحفاده من يسمى بمصعب ؛ فأسررتها في نفسي و لم أبدها له و أظهرت له البشاشة و الهشاشة و قلت في نفسي لعله خطأ ناسخ و هذا غالبا ما يقع في كثير من الأنساب , و مع هذا دخل شيء من الريب في صدري فسألته عن بيته بماذا يعرف في المغرب , فأجابني على مضض بأنه بيت الأشراف بني الملجوم الأدارسة , فاستغربت من هذا الاسم الذي أسمعه لأول مرة في حياتي و أنا قضيت نصف عمري بمكناس و فاس .
ثم في سنة 2004 م وحين زيارتي  إحدى زوايا الأشراف الأدارسة بالشمال المغربي برفقة ولدي يوسف و صهره مولاي محمد الكتاني إذا ببصري يقع على مخطوطة قديمة نفيسة لأحد علماء المغرب في القرن 11 و هي رحلة الشيخ العلامة أحمد بن حمدان التلمساني الدلائي المتوفى سنة 1092 هـ   و جاء فيها ذكر أحد رجال هذا البيت الملجومي  , فقال رحمه الله الورقة 11 :( ثم إننا توجهنا هذا اليوم إلى قبر السبط الزكي مولانا حسن بن حسن بن علي كرم الله وجوهم و رضي عنهم و نفعنا بهم و التقينا هناك بأحد المغاربة سكان مدينة فاس الزاهرة أعادنا الله إليها  سالمين غانمين ,و هو السيد التاجر علي بن محمد بن محمد مرتين بن الحسن الملجومي الأزدي نسبا , و كان قد نمي إلينا أنه انتسب في المشرق إلى مولانا الملاذ الأعظم إدريس بن عبد الله الكامل , و بيته في المغرب مشهور إلى بني الملجوم و هو القاسم بن قترس بن الأمير مصعب بن الوزير عمير ؛ وزير مولانا الإمام إدريس باني مدينة فاس , و تحدثنا معه حول هذا الخبر فأنكره و لم يسلم به و الحمد لله . انتهى .
وقبل مغادرتي دار الزاوية المذكورة أخبرت الشريف مولاي محمد الكتاني ما جرى لي مع الرجل الخليجي ذي الأصول المغربية , فأخبرني أن في جعبته كثيرا من قصص الأدعياء الذين انتسبوا لآل البيت عموما و بني إدريس خصوصا و هم في الأصل إما برابرة أمازيغ و إما من بني هلال أو من بني شيبة أو غيرهم و ذكر لي نماذج عديدة منها انتساب عرب المعقل الذين هم من قحطان إلى جعفر الطيار و انتساب آل المجذوب الذين هم من أصول بربرية زناتية و بني الملجوم ذوي الأصول الأزدية القحطانية إلى الأدارسة ووعدني بأن يجمع لي بعضا من هاته النماذج في ملف خاص .
و بعد رجوعي إلى جدة اتصلت بصاحبنا الخليجي و طلبت لقاءه ثم ألححت عليه أن يطلعني مرة أخرى على شجرته من نافذة صلة الرحم و أين يلتقي بيتنا الطاهري و بيتهم الملجومي ؟ ثم كتبتها في ورقة و اتصلت بالشريف مولاي محمد الكتاني و أمليت عليه عمود صاحبنا و كانت المفاجأة بعد أيام حين اتصل بي الشريف من المغرب و أخبرني أن صاحبنا الخليجي ذي الأصول المغربية ينتسب إلى الرجل التاجر الذي جاء ذكره في رحلة الشيخ العلامة  أحمد بن حمدان التلمساني الدلائي المتوفى سنة 1092 هـ .
وهو السيد التاجر علي بن محمد بن محمد مرتين بن الحسن .
و الحسن هذا هو بن محمد بن علي بن عيسى بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عيسى بن علي بن الحسن بن علي بن عيسى بن محمد بن إدريس بن علي بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن القاضي عيسى بن علي بن يوسف بن عيسى بن القاسم المدعو بالملجوم بن قترس بن الأمير مصعب ابن الوزير عمير ابن الأمير مصعب بن خالد بن هرثمة بن الأمير يزيد ابن الأمير  المهلب بن أبي صفرة الأزدي . 
و أما ماجاء في عمود صاحبنا الخليجي فهو نفس العمود إلى القاضي عيسى بن علي بن يوسف بن عيسى بن القاسم المدعو بالملجوم بن قترس – بن مصعب و إلى هنا نفس الأسماء و نفس الألقاب بدون تغيير  ذكرت في عمود صاحبنا الخليجي ثم بعد مصعب هذا قال بن عمر بدلا من عمير ثم جعل بعد عمر , بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
فانظر إلى التحريف و التزوير كيف يحكم في أنساب آل البيت .
فبعد أن كان مصعب بن عمير وزيرا لمولانا إدريس باني مدينة فاس و صهره من ابنته عاتكة بنت إدريس أصبح ابن ابنه بقدرة قادر .
فمصعب ابن عمير أمه هي عاتكة بنت إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى .
و أبوه هو الأمير مصعب بن خالد بن هرثمة بن الأمير يزيد ابن الأمير  المهلب بن أبي صفرة الأزدي.
فتقلبت الجرثومة القحطانية إلى الجرثومة الإدريسية .
وقد ذكر بيت بني  ملجوم الأزديين في كتاب بيوتات فاس الكبرى الصفحة 10 للمؤرخ النسابة إسماعيل بن الأحمر المتوفى سنة 807 هـ و ذكر جدهم القاضي عيسى بن علي بن يوسف و رفع نسبهم إلى المهلب بن أبي صفرة المذكور و لم يرفعه إلى مولانا إدريس .
فهاذان كتابان من القرون الأولى : الأول من القرن التاسع الهجري لصاحبه ابن الأحمر النسابة المشهور و الثاني من القرن 11 للفقيه المؤرخ الرحالة المعروف أحمد بن حمدان التلمساني الدلائي و كلاهما يذكران هذا النسب و يرفعانه إلى الأزد من بني قحطان و يخالفان ما ذكره صاحبنا الخليجي في القرن 21 .
و لا نختم بحثنا هذا  إلا بـ : هل ضاع علم الأنساب في أيدي مرتزقة الأنساب ؟


النسابة مولاي إدريس الطاهري الجوطي الإدريسي